قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا } الباطل هو الفعل الذي يذم عليه فاعله . والحق هو الذي يحمد عليه فاعله .
وقوله تعالى : { ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } لم يظن أحد من الكفرة أن الله خلق شيئا باطلا ، لكن يكون خلق ما ذكر من السماوات والأرض وما بينهما من الأصل مخلوقا باطلا على ما عند أولئك الكفرة وفي حسبانهم ؛ لأن عندهم أن لا بعث ولا حياة بعد ما يموتون .
وكان خلق ذلك كله لو لم يكن بعث ولا نشور خلقا باطلا لوجهين : أحدهما : أنه لو لم يكن بعث لحصل إنشاؤه إياهم للفناء خاصة . وإنشاء الشيء وبناؤه للفناء خاصة لا لعاقبة تقصد عبث باطل سفه كقوله عز وجل : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } [ المؤمنون : 115 ] إلى آخر الآية ، صير خلقه إياهم إذا لم يكن رجوع إليه عبثا . لذلك كان ما ذكرنا .
والثاني : أنه لو لم يكن بعث لكان خلقهم غير حكمة ، لأنه قد جمعهم جميعا في هذه الدنيا ولذاتها ولم يفرق بين الولي والعدو . وفي الحكمة التفريق والتمييز بينهما . فلو لم تكن دار أخرى لتفرق بينهما لكان في خلقهم غير حكيم .
ثم يقول قتادة في قوله عز وجل { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض } إلى قوله { بما نسوا يوم الحساب } يقول : لم يذكر الله عز وجل من شأن داوود عليه السلام ما ذكر إلا أن يكون داوود قضى نحبه من الدنيا على طاعة الله والعمل بما يرضي الله والعدل في ما ولاه الله عز وجل ولكن الله تعالى وعظ نبيه صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنين موعظة بليغة شافية ، ليعلم أن من ولي من هذا الحكم شيئا أنه ليس بين الله وبين العباد سبب يعطيهم خيرا ، ولا يدفع عنهم به شرا إلا بطاعة الله والعمل بما يرضي .
وقوله عز وجل : { إنا جعلناك خليفة في الأرض } أي : جعلنا لك الخلافة في ما ذكرنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.