فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ} (27)

{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا } مستأنفة مقررة لمضمون ما قبلها من أمر البعث والحساب أي ما خلقنا هذه الأشياء خلقا باطلا خارجا عنى الحكمة الباهرة ، بل خلقناها للدلالة على قدرتنا . فانتصاب باطلا على المصدرية أو على الحالية أو على أنه مفعول لأجله ، والإشارة بقوله { ذَلِكَ } إلى المنفي قبله وهو مبتدأ وخبره : { ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي مظنونهم فإنهم يظنون أن هذه الأشياء خلقت لا لغرض ويقولون : إنه لا قيامة ولا بعث ولا حساب ، وذلك يستلزم أن يكون خلق هذه المخلوقات باطلا .

{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار } الفاء لإفادة ترتب ثبوت الويل لهم على ظنهم الباطل أي فويل لهم بسبب النار المترتبة على ظنهم وكفرهم ، كما أن وضع الموصول موضع ضميرهم للإشعار بعلية للصلة ، لاستحقاقهم الويل ، ثم وبخهم وبكتهم .