صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

{ علم الإنسان . . . } أي كما علمه بالقلم علمه بدونه ما لم يعلم من الأمور على اختلافها . فهو

سبحانه مفيض العلم على الإنسان ، ومعلمه البيان بالقلم واللسان ؛ ومن ذلك تعليمك القراءة والعلوم التي لا تحيط بها العقول ، وأنت أميّ لا تكتب ! وقد صرف الله نبيه عن الكتابة ليكون ذلك أثبت لمعجزته ، وأقوى لحجته .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

وعلَّم البشَرَ ما لم يكونوا يعرفونه من العِلم والمعرفة ، وبذلك نَقَلَهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم والإيمان .

إن هذه الآياتِ الباهرةَ التي ابتدأ الله تعالى بها كتابَه العظيم لهي أكبرُ دليل على احتفال الإسلام بالعِلم بجميع أنواعه . وقد أخذ بها سلفُنا الصالح ، وأمتُنا المهتدون ، ونشروا العلم في أرجاء العالم . ونحنُ الآن مدعوون للأخذ بالعلم الصحيح ، وتمزيقِ تلك الحجُب التي حجبت عن أبصارنا نورَ العلم ، والسيرِ على هدى كتاب الله وسنة رسوله ، والجِدِّ في تحصيل العلم حتى نلحقَ بالركب ونشارك في بناء هذه الحضارة مشاركة فعالة . فلا نبقى ، كما نحنُ الآن ، تابعين خاملين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا ، وجعل له السمع والبصر والفؤاد ، ويسر له أسباب العلم .

فعلمه القرآن ، وعلمه الحكمة ، وعلمه بالقلم الذي به تحفظ به العلوم ، وتضبط الحقوق ، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم ، فلله الحمد والمنة ، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور ، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

ولما نبه بذلك على ما في الكتابة من المنافع التي لا يحيط بها غيره سبحانه وتعالى ، لأنها انبنت عليها استقامة أمور الدنيا والدين في الدنيا والآخرة ، وهي كافية في الدلالة على دقيق حكمته تعالى ولطيف تدبيره ، زاد ذلك عظمة على وجه يعم غيره فقال : { علّم } أي العلم الضروري والنظري { الإنسان } أي الذي من شأنه الأنس بما هو فيه لا ينتقل إلى غيره ؛ بل ينساه إن لم يلهمه ربه إياه { ما لم يعلم * } أي بلطفه وحكمته لينتظم به حاله في دينه من الكتاب والسنة ودنياه من المعاملات والصنائع ، فيفيض عليه من علمه اللدني الذي لا سبب له ظاهر ما يعرف به ترتيب المقدمات بالحدود والوسطى ، فيعلم النتائج ، وما يعرف به الحدسيات ، وذلك بعد خلق القوى ، ونصب الدلائل ، وإنزال الآيات ، ولو كان ذلك بالأسباب فقط لتساوى الناس في مدة التعليم ، وفي أصل المعلوم ، كما تساووا في مدة الحمل وأصل الإنسانية ، وقد ذكر سبحانه مبدأ الإنسان ومنتهاه بنقله من أخس الحالات إلى أعلاها تقريراً لربوبيته ، وتحقيقاً لأكرميته ، قال الملوي : ولو كان شيء من العطاء والنعم أشرف من العلم لذكره عقب صفة الأكرمية - انتهى ، وفي ذلك إشارة إلى مزيد كرم العلماء بالتعليم .

وفي الآية الإشارة إلى مطالعة عالمي الخلق والأمر ، قال الرازي : وفي كل من العالمين خصوص وعموم - انتهى ، فالمعنى أنه يعلمك أيها النبي الكريم وإن كنت أمياً لا تعلم الآن شيئاً كما علم بالقلم من لم يكن يعلم ، فتكون أنت - بما أشارت إليه صفة الأكرمية على ما أنت فيه من الأمية - أعلم من أهل الأقلام - وأعلى من كل مقام سام .