تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} (5)

وكذلك قوله تعالى : { علم الإنسان ما لم يعلم } فهو يخرج على وجهين :

أحدهما : أن يكون أضاف ذلك إلى نفسه لما يخلق منهم فعل تعلمهم .

{ والثاني }{[23867]} : إضافته إليه للأسباب التي جعلها لهم في التعليم ، والله أعلم .

ثم ذلك التعليم بالقلم لأمته ( لا ){[23868]} لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه علمه إياه بلا كتابة ولا خط حين{[23869]} قال : { وما كنت نتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك } ( العنكبوت : 48 ) .

ثم في تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا قلم ولا كتابة آية عظيمة لرسالته حين{[23870]}جعله بحال يحفظ بقلبه بلا إثبات ، ولا كتابة ، ولا خط خطه .

ثم قوله تعالى : { علم الإنسان ما لم يعلم } يحتمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله : { وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } ( النساء : 113 ) وكقوله تعالى : { تلك من أنباء الغيب نوحيها ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا } ( هود : 49 ) وقوله تعالى : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } ( الشورى : 52 ) .

ويحتمل قوله تعالى : { علم الإنسان ما لم يعلم } كل إنسان كقوله تعالى : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } ( النحل : 78 ) .


[23867]:في الأصل وم: ويحتمل
[23868]:من م، ساقطة من الأصل
[23869]:في الأصل وم: حيث
[23870]:في الأصل وم: حيث