صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تتبعها الرادفة } هي النفخة الثانية التي تردف الأولى ويبعث فيها الموتى بأمره تعالى . يقال : ردفه – كسمعه ونصره – إذا تبعه ؛ كأردفه . وسميت رادفة لمجيئها بعد الأولى . والجملة حال من " الراجفة " .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

الرادفة : السماء .

وتتبعها الرادِفةُ ، وهي النَّفخة الثانية ، فتنشقّ السماء وتَنتثِر الكواكب ويقوم الناسُ لربّ العالمين . كما قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] . ويكون الناس في ذلكَ اليومِ في ذهولٍ عظيم ، وخوفٍ وهلع ، كما صوّرهم الله بقوله : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى الناس سكارى وَمَا هُم بسكارى ولكن عَذَابَ الله شَدِيدٌ } [ الحج : 2 ] .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ } أي : الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها ،

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ "يقول تعالى ذكره: يَوْمَ تَرْجُفُ الأرْضُ وَالجِبَالُ للنفخة الأولى.

"تَتْبَعُها الرّادِفَةُ" تتبعها أخرى بعدها، وهي النفخة الثانية التي رَدِفَتِ الأولى، لبعث يوم القيامة... عن الحسن، قوله: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ" قال: هما النفختان: أما الأولى فتَميت الأحياء، وأما الثانية فتُحيي الموتى ثم تلا الحسن: "ونُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللّهُ ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فإذَا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ"...

وقال آخرون... عن مجاهد، في قول الله: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ" قال: ترجف الأرض والجبال، وهي الزلزلة.

وقوله: "الرّادِفَةُ" قال: هو قوله: "إذَا السّماءُ انْشَقّتْ" "فدُكتا دَكةً واحدة".

وقال آخرون: ترجف الأرض، والرادفة: الساعة...

واختلف أهل العربية في موضع جواب قوله: "والنّازِعات غَرْقا" فقال بعضُ نحويّي البصرة: قوله "والنّازِعاتِ غَرْقا": قسم والله أعلم على "إنّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَن يَخْشَى" وإن شئت جعلتها على "يَوْم تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ" وهو كما قال الله وشاء أن يكون في كل هذا، وفي كلّ الأمور.

وقال بعض نحويّي الكُوفة: جواب القسم في النازعات: ما تُرِك، لمعرفة السامعين بالمعنى، كأنه لو ظهر كان لَتُبْعَثُنّ ولتحاسبنّ قال: ويدل على ذلك "أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً" ألا ترى أنه كالجواب لقوله: لَتُبْعَثُنّ إذ قال: أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً...

والصواب من القول في ذلك عندنا: أن جواب القسم في هذا الموضع، مما استغني عنه بدلالة الكلام، فتُرك ذكره.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي الواقعة التي تردف الأولى، وهي النفخة الثانية. ويجوز أن تكون الرادفة من قوله تعالى: {قُلْ عسى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الذى تَسْتَعْجِلُونَ} [النمل: 72]، أي القيامة التي يستعجلها الكفرة استبعاداً لها، وهي رادفة لهم لاقترابها. وقيل (الراجفة) الأرض والجبال، من قوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال} [المزمل: 14] والرادفة: السماء والكواكب؛ لأنها تنشق وتنتثر كواكبها على أثر ذلك. فإن قلت: ما محل تتبعها؟ قلت: الحال، أي: ترجف تابعتها الرادفة. فإن قلت: كيف جعلت {يَوْمَ تَرْجُفُ} ظرفاً للمضمر الذي هو لتبعثن، ولا يبعثون عند النفخة الأولى؟ قلت: المعنى لتبعثنّ في الوقت الواسع الذي يقع فيه النفختان، وهم يبعثون في بعض ذلك الوقت الواسع، وهو وقت النفخة الأخرى ....

....

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

{ تتبعها الرادفة } يعني نفخة البعث تأتي بعد الزلزلة

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ} (7)

ولما ذكر الصيحة الأولى ، أتبعها{[71332]} الثانية حالاً منها دلالة على قربها قرباً معنوياً لتحقق الوقوع ، ولأن ذلك كله في حكم-{[71333]} يوم واحد ، فصح مجيء الحال وإن بعد زمنه من زمن صاحبه فقال : { تتبعها الرادفة * } أي الصيحة التابعة لها التي يقوم بها جميع الأموات وتجتمع الرفات ، وتضطرب من هولها الأرض والسماوات ، وتدك{[71334]} الجبال ويعظم الزلزال ، ويكون عنها التسيير{[71335]} بعد المصير إلى الكثيب المهيل ، ونحو-{[71336]} ذلك من الأمر الشديد الطويل ، قال حمزة الكرماني : روى السدي-{[71337]} عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم {[71338]}ماء من{[71339]} تحت العرش يدعى ماء الحياة فينبتون منه كما ينبت الزرع من الماء ، حتى إذا استكملت أجسادهم{[71340]} نفخ فيها الروح ثم يلقى عليهم نومة{[71341]} فبينما هم في قبورهم{[71342]} نفخ في الصور{[71343]} ثانية فجلسوا وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم{[71344]} .


[71332]:من م، وفي الأصل و ظ: اتبعه.
[71333]:زيد من ظ و م.
[71334]:من ظ و م، وفي الأصل: تذل.
[71335]:من ظ، و م، وفي الأصل: اليسير.
[71336]:زيد من ظ و م.
[71337]:زيد من م.
[71338]:من ظ و م، وفي الأصل: من ماء.
[71339]:من ظ و م، وفي الأصل: من ماء.
[71340]:من ظ و م، وفي الأصل: أحرارهم.
[71341]:من ظ و م، وفي الأصل: النوم.
[71342]:زيد من الأصل: إذا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71343]:زيد في الأصل: نفخة، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71344]:من ظ و م، وفي الأصل: عينيهم.