صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

{ إن الذين كفروا بالذكر } خبر " إن " محذوف لدلالة السياق عليه ، ويقدر بعد قوله : " حميد " أي يخلدون في النار ، أو يعذبون ونحوه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

ثم قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ } أي : يجحدون القرآن الكريم المذكر للعباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية والأخروية ، المُعلي لقدر من اتبعه ، { لَمَّا جَاءَهُمْ } نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم . { و } الحال { إِنَّهُ لَكِتَابٌ } جامع لأوصاف الكمال { عَزِيزٌ } أي : منيع من كل من أراده بتحريف أو سوء ، ولهذا قال : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ }

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

قوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر } بالقرآن ، { لما جاءهم } ثم أخذ في وصف الذكر وترك جواب : { إن الذين كفروا } ، على تقدير : الذين كفروا بالذكر يجأرون بكفرهم . وقيل : خبره قوله من بعد : { أولئك ينادون من مكان بعيد } . { وإنه لكتاب عزيز } قال الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما : كريم علي : قال قتادة : أعزه الله عز وجل فلا يجد الباطل إليه سبيلاً . وهو قوله{ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

قوله تعالى : " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم " الذكر ها هنا القرآن في قول الجميع ؛ لأن فيه ذكر ما يحتاج إليه من الأحكام . والخبر محذوف تقديره{[13447]} هالكون أومعذبون . وقيل : الخبر " أولئك ينادون من مكان بعيد " [ فصلت : 44 ] واعترض قوله : " ما يقال لك " ثم رجع إلى الذكر فقال : " ولو جعلناه قرآنا أعجميا " ثم قال : " أولئك ينادون " [ فصلت : 44 ] والأول الاختيار . قال النحاس : عند النحويين جميعا فيما علمت . " وإنه لكتاب عزيز " أي عزيز على الله . قاله ابن عباس . وعنه : عزيز من عند الله . وقيل : كريم على الله . وقيل : " عزيز " أي أعزه الله فلا يتطرق إليه باطل . وقيل : ينبغي أن يعز ويجل وألا يلغى فيه . وقيل : " عزيز " من الشيطان أن يبدله . قاله السدي . مقاتل : منع من الشيطان والباطل . السدي : غير مخلوق فلا مثل له . وقال ابن عباس أيضا : " عزيز " أي ممتنع عن الناس أن يقولوا مثله .


[13447]:زيادة يقتضيها السياق.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

ولما جعل إليهم الاختيار في العمل تهديداً ، أتبعه الإخبار بما لمن خالفه ، فقال مؤكداً لإنكارهم مضامين ما دخل عليه التأكيد : { إن الذين كفروا } أي ستروا مرائي العقول الدالة على الحق مكذبين { بالذكر } الذي لا ذكر في الحقيقة غيره { لمّا جاءهم } من غير توقف أصلاً ، فدل ذلك منهم على غاية العناد { وإنه } أي والحال أنه { لكتاب } أي جامع لكل خير { عزيز * } أي لا يوجد مثله فهو يغلب كل ذكر ولا يغلبه ذكر ولا يقرب من ذلك ، ويعجز كل معارض ، ولا يعجز أصلاً عن إقعاد مناهض .