ثم قال تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم } يعني القرآن .
وخبر ( إنَّ ) عند الكسائي قد سد مسده ما تقدم من الكلام قبل ( إنَّ ) وهو قوله : ( أفمن يلقى في النار ) ونحوه{[60471]} .
وقيل : الخبر : { أولئك ينادون من مكان بعيد }[ 43 ]{[60472]} .
وقيل : الخبر محذوف ، والتقدير : إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم خسروا وكفروا بمعجزه{[60473]} ، ونحوه .
ودل على هذا اللفظ قوله : { وإنه لكتاب عزيز }( وهذا مذهب الفراء{[60474]} .
وقيل : التقدير في المحذوف : أهلكوا{[60475]} .
ومعنى الآية : إن الذين جحدوا بهذا القرآن وكذبوا بما فيه خسروا أخراهم ، وإن القرآن لكتاب عزيز ){[60476]} بإعزاز الله عز وجل إياه وحفظه له من كل من أراد به تبديلا أو تحريفا .
قال قتادة : وإنه لكتاب عزيز أعزه الله لأنه كلامه وحفظه من الباطل{[60477]} .
وقيل : معنى النفي في ( هذه : التكثير ){[60478]} . والمعنى : لا يأتيه الباطل البتة .
وقال الطبري : معناه : لا يقدر ( ذو باطل بكيده{[60479]} بتغيير ولا تبديل ، وذلك هو الإتيان من بين يديه . ومعنى : ( ولا من خلفه ) ، أي : ولا يستطيع ذو باطل أن يلحق فيه{[60480]} ) ما ليس فيه{[60481]} .
وقيل : المعنى : لم يتقدمه كتاب يبطله ، ولن يأتي بعده كتاب يخالفه{[60482]} . وهذا قول حسن .
ثم قال تعالى { تنزيل من حكيم حميد } أي : من عند ذي حكمة بتدبيره وعباده ، محمود على نعمه على خلقه .
ثم قال تعالى : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك } .
هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم على ما قابله به المشركون من قولهم : كذاب وساحر ومجنون{[60483]} ونحو ذلك . فأعلمه الله جل ذكره أن الذي قابلوه به{[60484]} من التكذيب والقول القبيح قد قابلت الأمم قبله رسلها بمثل ذلك فصبروا حتى جاء نصر الله فكذلك يجب عليك يا محمد أن تصبر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.