فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ} (41)

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ } الجملة مستأنفة مقررة لما قبلها ، وخبر إن محذوف أي إن الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم يجازون بكفرهم ، أو هالكون . أو يعذبون . وقيل هو قوله : { ينادون من مكان بعيد } وهذا بعيد وإن رجحه أبو عمرو بن العلاء ، وذكر السمين في خبر إن أعاريب ووجوها لا نطول بذكرها { وَإِنَّهُ } أي القرآن الذي كانوا يلحدون فيه { لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } عن أن يعارض أو يطعن فيه الطاعنون منيع عن كل عيب محمي بحماية الله وقيل : عديم نظيره ، وذلك أن الخلق عجزوا عن معارضته ، وقيل : أعزه الله بمعنى منعه أي ممتنع عن قبول الإبطال والتحريف .