ثم قال تعالى : { وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح }[ 40 ] .
هذه الآية تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم وتعزية له ، ليقوى عزمه على الصبر على ما يناله من{[47035]} المكذبين له ، فالمعنى : أن يكذبك يا محمد هؤلاء المشركون فيما جئتهم به من الحق ، فالتكذيب سنة أوليائهم من الأمم الخالية ، كذبت رسلها فأمهلتهم ، ثم أحللت عليهم نقمتي ، { فكيف كان نكيري } أي : انظر يا محمد : كيف كان تغييري ما كان بهم من نعمة ، فكذلك أفعل بقريش الذين كذبوك ، وإن أمليت لهم إلى آجالهم ، فإني منجزك وعيدي{[47036]} فيهم ، كما أنجزت ذلك لغيرك من الرسل في الأمم المكذبة لهم .
وقوله : { وكذب موسى } ولم يقل : وقوم موسى ، كما قال في نوح وعاد وثمود وإبراهيم ، فإنما ذلك ، لأن قوم موسى هم بنو إسرائيل وكانوا مؤمنين به وإنما كذبه فرعون وقومه ، وهم من القبط ليسوا من قومه فلذلك قال : وكذب موسى ولم يقل وقوم موسى{[47037]} .
قال أبو إسحاق{[47038]} : { فكيف كان نكيري } أي : أخذتهم فأنكرت أبلغ إنكار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.