ثم قال تعالى : { حنفاء لله غير مشركين به }[ 29 ] .
أي : اجتنبوا ذلك ، ما يليق إلى الحق والتوحيد والإخلاص والإيمان بالله {[46893]} .
ثم قال تعالى ذكره : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء }[ 29 ] .
أي : مثل من يشرك بالله في بعده من الهدى وإصابة الحق وهلاكه ، مثل من خر من السماء { فتخطفه الطير } أي : فهلك ، أو مثل من { تهوي به الريح في مكان سحيق } ، أي : بعيد .
وقيل {[46894]} : المعنى : من يشرك بالله يكون يوم القيامة بهذه الصفة ، لا يملك لنفسه نفعا ولا يملك له {[46895]} أحد من الخلق نفعا ، ولا يمكنه امتناع مما يناله من عذاب الله ، فكأنه في ذلك بمنزلة من خر من السماء ، ومن هوى لا يقدر لنفسه على دفع ما هو فيه ، فتخطفه الطير وتقطع جسمه بمخالبها ومناقرها ، فهو لا يجد سبيلا إلى دفع ذلك عن نفسه ، وهو بمنزلة من تحمله {[46896]} الريح من موضع مرتفع ، فترمي به في منحدر بعيد {[46897]}/ سحيق ، فشبه الله المشرك بمنزلة هذا الذي خر من السماء ، فهوت به الريح وتخطفته الطير ، فكما لا يملك هذا لنفسه دفع ضر ، وهو فيا الهُوِي ، كذلك المشرك ، يوم القيامة لا يقدر على دفع ما نزل له {[46898]} من العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.