الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ} (41)

قوله تعالى ذكره : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة }[ 39 ] إلى قوله : { وقصر مشيد }[ 43 ] .

المعنى : الذين إن وطأنا لهم في الأرض ، فقهروا المشركين وقتلوهم ، وأقاموا الصلاة بحدودها ، وآتوا الزكاة مما يجب عليهم فيه الزكاة من أموالهم ، ( وأمروا بالمعروف ) أي : دعوا الناس إلى توحيد الله ولعمل بطاعته . ( ونهوا عن المنكر ) أي : عن الشرك والعمل بمعاصيه يعني بذلك : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ، إلا بتوحيدهم لله{[47026]} وقد تقدم ذكرهم .

وقيل : إن هذه الآية مخصوصة في أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الذين{[47027]} أذن لهم بقتال{[47028]} المشركين في الآية الأولى وهم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنه .

وقال : الحسن : ( هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) .

قال ابن أبي نجيح : ( هم الولاة ){[47029]} .

وروي : أن عثمان رضي الله عنه قال للذين أرادوا قتله : فينا نزلت هذه الآية :

{ أذن للذين . . . } إلى { . . ولله عاقبة الأمور } وقال : نحن الذين قوتلنا وظلمنا وأخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله ، فنصرنا الله عز وجل ، فمكننا{[47030]} في الأرض ، فأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة ، وأمرنا بالمعروف ، ونهينا عن المنكر ، فهذه لي ولأصحابي وليست لكم{[47031]} .

وقال الضحاك{[47032]} : هذا شرط اشترطه الله على من{[47033]} أعطاه{[47034]} الله الملك من هذه الأمة .

ثم قال : { ولله عاقبة الأمور }[ 39 ] .

أي : له آخر أمور الخلق ، يثيب على الحسنات مع الإيمان ، ويعاقب على السيئات مع الكفر .


[47026]:ز: بتوحيد الله.
[47027]:ز: من الذين.
[47028]:ز: أن يقاتل.
[47029]:انظر: تفسير القرطبي 12/
[47030]:ز: فمكثنا. (تصحيف).
[47031]:انظر: الدر المنثور 4/364.
[47032]:انظر: تفسير القرطبي 12/73.
[47033]:من سقطت من ز.
[47034]:ز: أتاه.