ثم قال تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا }[ 37 ] .
أي : أذن الله للذين يقاتلهم المشركون{[46976]} أن يقاتلوهم . ففي الكلام حذف على قراءة من فتح التاء{[46977]} . ومن كسر التاء ، فمعناه : أذن الله للذين يقاتلون المشركين في سبيله بالقتال لظلم المشركين لهم . فثم حذف أيضا .
وقرأ ابن عباس{[46978]} : { يقاتلون } بكسر التاء . وقال : هي أول آية نزلت في القتال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة . وقال : عنى الله بها محمدا وأصحابه إذ أخرجوا من مكة إلى المدينة . يقول الله : { وإن الله على نصرهم لقدير } قال ابن عباس{[46979]} : لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة{[46980]} ، قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، ليهلكن ، فأنزل الله : { أذن للذين يقاتلون . . . }الآية .
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : فعرفت أنه سيكون قتال ، وكذلك قال الضحاك .
وقال ابن زيد{[46981]} : أذن لهم في قتالهم بعدما عفا عنهم عشر سنين{[46982]} . وقرأ : { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق } وقال : هؤلاء المؤمنين .
وقيل : إن هذه الآية إذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالخروج من مكة وقتال المشركين ، لأن الآية نزلت بمكة ، ويعقبها خرج النبي من مكة إلى المدينة ، ثم يعقب ذلك كانت وقعة بدر ، وهو النصر الذي وعدهم الله في قوله : { وإن الله على نصرهم لقدير } .
ومعنى : بأنهم ظلموا أي : لأنهم ظلموا . فمن أجل الظلم الذي لحقهم أذن لهم في قتال من ظلمهم{[46983]} ، فأخرجهم من ديارهم ووعدهم بالنصر على من ظلمهم بقوله : { وإن الله على نصرهم لقدير } .
وقال مجاهد{[46984]} : الآية مخصوصة ، نزلت في قوم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة/ ، فكانوا يمنعون ، فأذن الله عز وجل للمؤمنين بقتال الكفار فقاتلوهم حين أرادوا ردهم عن الهجرة .
قال مجاهد وقتادة{[46985]} : هي أول آية نزلت في القتال .
وقال الضحاك : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استأذنوه ، في قتال الكفار بمكة{[46986]} قبل الهجرة فأنزل الله : { إن الله لا يحب كل خوان كفور } فلما هاجر رسول الله وأصحابه إلى المدينة ، أطلق الله لهم قتل{[46987]} الكفار وقتالهم فقال : { أذن للذين يقاتلون . . . } الآية . فالآية ناسخة عند الجميع لكل ما في القرآن من الأمر بالصفح عنهم ، والصبر على أذاهم والمنع من قتالهم .
وقال ابن زيد{[46988]} : هذا ناسخ لقوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } وخولف في ذلك{[46989]} ، لأن هذا تهدد ووعيد ، فلا ينسخ .
ومعنى : ( بأنهم ظلموا ) بسبب ظلمهم .
ثم قال : { وإن الله على نصرهم لقدير } هذا وعد من الله للمؤمنين بالنصر ، فقد فعل تعالى ذلك بالمؤمنين ، أعزهم ونصرهم ، وأعلى كلمتهم{[46990]} وأهلك{[46991]} عدوهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.