{ وجعلنا ابن مريم وأمه آية } أي : حجة لنا ودلالة على قدرتنا على/ إنشاء الأجسام من غير أصل ، كما أنشأنا خلق عيسى من غير أب . وقال آية : ولم يقل آيتين ، لأن الآية فيهما واحدة .
وقيل في الكلام حذف ، مثل والله ورسوله أحق أن يرضوه . تقديره : وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية ، ثم حذف إحدى الآيتين لدلالة الباقية{[47441]} عليها . فالآية في مريم ، ولادتها من غير ذكر ، والآية في عيسى ، إحياؤه الموتى ، وإبراؤه الأكمه والأبرص وإخراجه من الطين طيرا يطير{[47442]} . وكل بإذن الله جل ذكره .
ثم قال : { وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } أي وضممناهما إلى ربوة ، أي إلى مكان مرتفع عما{[47443]} حوله .
قال أبو هريرة{[47444]} هي الرملة من فلسطين . وروي{[47445]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هي الرملة " .
وقال ابن المسيب{[47446]} هي دمشق ، وقاله{[47447]} ابن عباس{[47448]} وقال قتادة{[47449]} هي بيت المقدس .
وكان كعب{[47450]} يقول بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا .
وقال وهب بن منبه{[47451]} هي مصر وكذلك قال ابن زيد عن أبيه زيد . قال ابن زيد{[47452]} : الربوة من ربا مصر . وليس الربا إلا بمصر والماء يرسل فتكون الربا عليها القرى ولولا الربا لغرقت تلك القرى .
قال ابن جبير{[47453]} الربوة : النشز من الأرض .
وقال الضحاك : ما ارتفع من الأرض .
وقال ابن عباس{[47454]} : الربوة المستوى ، وكذلك قال مجاهد . وقوله : { ذات قرار ومعين }[ 51 ] أي : ذات أرض منبسطة وساحة واسعة وذات ماء طاهر لعين{[47455]} الناظر .
قال ابن عباس{[47456]} : ( ومعين ) هو الماء الجاري ، وهو النهر الذي قال الله : { قد جعل ربك تحتك سريا } .
وقال الضحاك{[47457]} ( ومعين ) الماء الظاهر .
وقال قتادة{[47458]} ذات قرار أي ثمار{[47459]} ( ومعين ) وماء{[47460]} وهي بيت المقدس .
وقوله : ( ومعين ) هي فعيل بمعنى مفعول على قول من جعله لما يرى بالعين فالميم زائدة .
وقيل{[47461]} : هو فعيل بمعنى مفعول والميم أصلية .
قال علي بن سليمان{[47462]} : يقال معن الماء إذا جرى وكثر ، فهو معين وممعون .
وحكى ابن الأعرابي{[47463]} : معن الماء يمعن إذا جرى وسهل وأمعن أيضا .
وقيل{[47464]} يجوز أن يكون فعيلا من المعنى مشتقا من الماعون والمعن في اللغة : الشيء القليل ، والماعون ، فاعول وهو الزكاة ، مشتق أيضا من المعن ، سميت الزكاة ماعونا ، لأنها شيء قليل من المال ، إذ هي ربع عشرة في العين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.