الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (44)

أي : ثم أرسلنا إلى الأمم التي أنشأناها بعد ثمود رسلا يتبع بعضها بعضا ، وبعضها في أثر بعض ، قاله ابن عباس ومجاهد وابن زيد{[47434]} .

ثم قال : { كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا } أي : بالهلاك ، أهلك بعضهم في آثار{[47435]} بعض .

{ وجعلناهم أحاديث } أي : يتحدث بهم من يأتي بعدهم في الشر . ولا يقال : جعلناهم أحاديث في الخير{[47436]} . والأحاديث جمع أحدوثة{[47437]} . وقيل{[47438]} جمع حديث .

ثم قال تعالى : { فبعد القوم لا يومنون }[ 44 ] .

أي : فابعد الله قوما لا يؤمنون بالله ولا يصدقون رسله .


[47434]:انظر: جامع البيان 18/24.
[47435]:ز: أثر.
[47436]:انظر: مجاز القرآن 2/59.
[47437]:انظر: تهذيب اللغة 4/405.
[47438]:وبه قال ابن بري في اللسان (حدث).