الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ} (43)

ثم قال : { ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستاخرون } أي : ثم خلقنا{[47429]} من بعد هلاك ثمود قرونا آخرين ، ما يتقدم هلاك أمة من تلك الأمم قبل مجيء أجلها الذي أجله الله تعالى لهلاكها .

{ وما يستاخرون } عن الهلاك بعد مجيء الأجل الذي أجل لهلاكها وهذا كله وعيد لقريش وإعلام منه أن تأخيره في آجالهم مع كفرهم إنما ذلك ليبلغوا الأجل الذي أجل لهم ، فتحل بهم نقمته{[47430]} كسنته فيمن{[47431]} قبلهم من الأمم السابقة{[47432]} وفيه دلالة على رد قول من يقول إن الإنسان يجوز أن يقتل قبل أجله الذي سماه{[47433]} الله له وقدره أجلا لموته ، وهو قول خارج عن مذاهب أهل الحق ، بل كل يموت عند انقضاء أجله بموت أو قتل أو غرق أو حرق أو بغير ذلك . لا تموت نفس قبل أجلها الذي كتبه الله لها ، ولا تتأخر في البقاء بعد ذلك الأجل .


[47429]:ز: جعلنا.
[47430]:ز: نقمة الله.
[47431]:ز: فيمن كان.
[47432]:ز: السالفة.
[47433]:ز: سمى.