ثم قال : { فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا }[ 54 ] .
أي : فتفرق القوم الذين أمروا{[47484]} بالإيمان / واتباع عيسى ليجتمعوا على الدين الواحد زبرا ، أي كتبا قد بان كل فريق منهم بكتاب غير الكتاب الذي بان به الفريق الآخر ، كاليهود الذين زعموا أنهم دانوا بحكم التوراة ، وكذبوا بحكم الإنجيل والقرآن{[47485]} وكالنصارى الذين دانوا بالإنجيل وكذبوا بحكم القرآن .
قال قتادة{[47486]} : ( زبرا ) كتبا .
وقال مجاهد{[47487]} : كتبا لله فرقوها قطعا .
والزبر : جمع زبور ، كعمود وعمد{[47488]} .
وقيل : المعنى ، فتفرقوا دينهم بينهم كتبا أحدثوها يحتجون بها لمذاهبهم .
قال ابن زيد{[47489]} : هو ما اختلفوا فيه من الأديان والكتب ، وكل واحد منهم كان له أمر وكتب ، وكل قوم يعجبون برأيهم ، ليس أهل هوى إلا وهم يعجبون برأيهم وبصاحبهم الذي اخترق الذي لهم وقرأ الأعمش{[47490]} ( زبرا ) بفتح الباء جعله جمع زبرة ، ومعناه ، فتفرقوا عن دينهم بينهم قطعا كزبر الحديد ، فصار بعضهم يهود{[47491]} ، وبعضهم نصارى{[47492]} .
وقوله : { كل حزب بما لديهم فرحون }[ 54 ]{[47493]} .
أي : كل فريق من تلك الأمم بما اختاروه من الدين لأنفسهم فرحون معجبون به{[47494]} لا يرون أن الحق سواه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.