الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ} (52)

ثم قال : ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة ) فتح ( إن ) في هذا على معنى ( ولأن هذه ) . هذا قول البصريين{[47475]} .

وقال الكسائي والفراء{[47476]} : هي{[47477]} في موضع خفض عطف على ما في قوله : إني بما تعلمون .

وقال الفراء{[47478]} أيضا : تكون في موضع نصب على إضمار فعلى ، والتقدير{[47479]} : واعلموا أن هذه أمة . نصب على الحال .

وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق{[47480]} : ( أمة واحدة ) ، بالرفع على إضمار مبتدأ ، أي : هي أمة وعلى البدل من أمتكم ، أو على أنها خبر بعد{[47481]} خبر ، والمعنى أن الأمة هنا الدين : أي : وأن هذا دينكم دين واحد قاله{[47482]} ابن جريج{[47483]} .

ثم قال تعالى : { وأنا ربكم فاتقون }[ 53 ] .

أي : فاتقون بطاعتي ، تأمنوا عقابي .


[47475]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/421، ومشكل إعراب القرآن 2/503.
[47476]:انظر: معاني الفراء 2/237.
[47477]:هي سقطت من ز.
[47478]:انظر: معاني الفراء 2/237.
[47479]:ز: على معنى.
[47480]:انظر: معاني الفراء 2/237، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/186.
[47481]:ع: (دينا واحدا) والتصحيح من ز.
[47482]:ز: قال.
[47483]:انظر: جامع البيان 18/29.