الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (105)

ثم قال : { كذبت قوم نوح المرسلين }[ 105 ] ، أي : كذبت جماعة قوم نوح المرسلين . وإنما جمع{[51259]} المرسلين ولم يرسل إليهم إلا نوح ، لأن من كذب رسولا{[51260]} بمنزلة من كذب جميع الرسل ، ويجوز أن تكون قد كذبت جميع الرسل مع تكذيبها لنوح ، ولم تؤمن برسول كان قبله .

وقيل : إنما أخبر عنهم : بتكذيب الرسل ، لأنهم كذبوا نوحا فيما أتاهم به عن الله ، وكذبوا كل من دعا إلى توحيد الله{[51261]} من سائر المسلمين{[51262]} قبل نوح ، الذين بلغهم خبرهم ، ودعاتهم إلى توحيد الله ، فقد كان قبل نوح رسل ، ودعاة{[51263]} إلى الله جل ذكره{[51264]} إدريس{[51265]} وغيره{[51266]} .


[51259]:انظر: معاني الزجاج 4/95، وإعراب القرآن للدرويش 7/98.
[51260]:ز: رسوله.
[51261]:اسم الجلالة ساقط من ز.
[51262]:ز: المرسلين.
[51263]:ز: ودعات.
[51264]:"جل ذكره" سقطت من ز.
[51265]:نبي الله إدريس أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين، وقد ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به في السماء الرابعة التي رفعه الله إليها. انظر: معجم الألفاظ والأعلام القرآنية ص172.
[51266]:بعده في ز: عليه السلام.