اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (105)

قوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المرسلين } الآيات . لما قصَّ على محمد - صلى الله عليه وسلم - خبر موسى وإبراهيم - عليهما السلام{[37510]} - تسلية له مما يلقاه من قومه قص عليه أيضاً نبأ نوح ، فقد كان نبؤه{[37511]} أعظم من نبأ غيره ، لأنه دعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ، ومع ذلك كذبه قومه{[37512]} .

قوله : «كَذَّبَتْ » إنما أَنثَ فعل القوم لأنه مؤنث بدليل تصغير «القوم » على ( قُوَيْمَة ){[37513]} وقيل : لأن القوم بمعنى أُمَّةٍ ، ولما كانت آحاده عقلاء ذكوراً وإناثاً عاد{[37514]} الضمير عليه باعتبار تغليب الذكور ، فقيل : لهم أخوهم{[37515]} . وحكى عنهم أنهم كذبوا المرسلين لوجهين :

أحدهما : أنهم{[37516]} وإن كذبوا نوحاً لكن تكذيبه في المعنى يتضمن تكذيب غيره ، لأن طريقة معرفة الرسل لا تختلف من حيث المعنى ؛ لأن كل واحد من المرسلين جاء بما جاء به الآخر ، فلذلك{[37517]} حكى عنهم أنهم كذبوا المرسلين .

وثانيهما : أن قوم نوح كذبوا جميع رسل الله ، إما لأنهم كانوا من الزنادقة أو من البراهمة{[37518]} .


[37510]:في ب: عليهما الصلاة والسلام.
[37511]:نبؤه: سقط من ب.
[37512]:انظر الفخر الرازي 24/154.
[37513]:انظر الكشاف 3/120، البحر المحيط 7/30.
[37514]:في ب: أعاد.
[37515]:انظر: البحر المحيط 7/30.
[37516]:أنهم: سقط من ب.
[37517]:في ب: فكذلك. وهو تحريف.
[37518]:انظر الفخر الرازي 24/154.