الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

ثم قال : { فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم } [ 59 ] أي : فإن للذين أشركوا بالله من قريش نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم من الأمم الماضية التي أشركت كما أشركوا ، وكذبت كما كذبوا{[65392]} .

وأصل الذنوب : الدلو العظيمة ، وهي السجل كانوا يقتسمونها على الماء فيستسقى{[65393]} هذا حظه ونصيبه ، وهذا حظه ونصيبه ، فسمي الحظ والنصيب الذنوب على الاستعارة{[65394]} .

وقوله " { فلا تستعجلون } [ أي : فلا يستعجلوا ]{[65395]} العذاب فإنه آتيهم كما أتى الأمم الماضية الكافرة مثلهم .

وقال ابن جبير معناه : فإن للذين ظلموا من قريش سجلا من العذاب مثل{[65396]} سجل أصحابهم من الأمم الماضية ، فلا يستعجلوا ذلك وهو قول مجاهد وقتادة وابن زيد{[65397]} .


[65392]:انظر: العمدة 282، ومجاز أبي عبيدة 2/228، وغريب القرآن وتفسيره 168، وزاد المسير 8/44، وتفسير الغريب 423.
[65393]:ع: "فيسقى".
[65394]:انظر: العمدة 282، ومعاني الفراء 3/90، وتفسير القرطبي 17/57، وزاد المسير 8/44، وتفسير الغريب 423، وتأويل مشكل القرآن 113.
[65395]:ساقط من ح.
[65396]:ع: "بمثل".
[65397]:انظر: تفسير مجاهد 621، وجامع البيان 27/9.