فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ} (84)

قوله : { وَقَالَ موسى يا قَوْمٍ إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بالله فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنْتُم مُسْلِمِينَ } قيل : إن هذا من باب التكرير للشرط ، فشرط في التوكل على الله الإيمان به والإسلام : أي الاستسلام لقضائه وقدره . وقيل : إن هذا ليس من تعليق الحكم بشرطين بل المعلق بالإيمان هو وجوب التوكل ، والمشروط بالإسلام وجوده ، والمعنى : أن يسلموا أنفسهم لله : أي يجعلوها له سالمة خالصة لا حظّ للشيطان فيها ؛ لأن التوكل لا يكون مع التخليط . قال في الكشاف : ونظيره في الكلام : إن ضربك زيد فاضربه ، إن كانت لك به قوّة .

/خ87