الآية 40 : وقوله تعالى : { قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } { إلا عبادك منهم المخلصين } يحتمل أن يكون منه عزم على ما ذكر دون إن يتفوه بذلك . فأخبره عز وجل عما كان عزم من الإغواء وغيره بالقول ، وذلك جائز ، يخبر عن العزم والقصد كقوله : إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } ( الدهر : 9 ) لا يحتمل أن يكون هذا القول الذي أخبر عنهم قولا منهم ، لأنه لا أحد من المتصدقين يقول بمثل ذلك عند التصدق ، لكنه إخبار عما قصدوا ، وعزموا ، بالتصدق . فعلى ذلك يشبه أن يكون هذا من الله إخبارا عما عزم إبليس ، وقصد ، على غير التفوه به والقول ، وهو ما ذكر ، والله أعلم { والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } ( المائدة و : 99 ، والنور : 29 ) أخبر أنهم كتموا فيه ، وأضمروا .
ويحتمل أن يكون على التفوه بما ذكر لما قال له عز وجل ، { وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين } ( الحجر : 35 ) لما شهد الله عليه باللعن إلى يوم الدين أيس لعنه الله عن الهدى ، فقال : { رب بما أغويتني } لعنتني ، وشهدت علي بذلك { لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين } { إلا عبادك منهم المخلصين } ( المخلص ){[9872]} بنصب اللام هو الذي أخلصه الله ، وحفظه ، وعصمه ، واختصه بذلك ، والمخلصون {[9873]} : لا يقال إلا بعد أن يكون لله فيهم صنع ، ولهم اختصاص وفضائل ، اختصهم [ الله بذلك برحمته ]{[9874]} وفضله .
[ والمخلص{[9875]} بخفض اللام هو الذي أخلص له الاعتقاد والعمل والدعاء ]{[9876]} .
والمعتزلة يقولون : لا يستوجب أحد الاختصاص والفضيلة إلا بفعل يكون منه ، لا يستوجب بالله . يقولون : الله لا يغوي أحدا إلا إبليس ولا واحدا من أتباعه . فإبليس أعرف بالله من المعتزلة [ حين رأى ]{[9877]} أن الله لا يغوي أحدا ، ولا يختص أحدا إلا بصنع يكون منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.