اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (40)

إلا عبادك منهم المخلصين قرأ{[19532]} ابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو : " المُخْلصِينَ " بكسر اللام ، والباقون : بفتح اللاَّم .

ومعنى القراءة الأولى : أنهم أخلصوا دينهم عن الشَّوائب ؛ ومن فتح اللاَّم ، فمعناه : الذين أخلصهم الله بالهداية .

فصل

قال ابن الخطيب{[19533]} : " واعلم أنَّ الذي حمل " إبليس " على ذكر هذا الاستثناء ألاَّ يصير كاذباً في دعواه ، فلما احترز " إبليس " عن الكذب ، علمنا أنَّ الكذب في غاية الخساسةِ " .

فصل

قال رويمٌ : " الإخلاص في العمل : وهو الأَّ يريد صاحبه عليه عوضاً في الدَّارين ، ولا عوضاَ من المكلفين " .

وقال الجنيد -رضي الله عنه- : الإخلاص : سرُّ بين العبد ، وبين الله –تعالى- لا يعلمه ملكٌ فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوًى فيميله .

وذكر القشيريُّ ، وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سَألتُ جِبْريلَ -عليه السلام- عن الإخْلاص ما هُو ؟ فقالَ : سَألتُ ربَّ العِزَّةِ عَنِ الإخْلاصِ ما هُو ؟ فقال : سِرِّي اسْتودَعْتهُ قلبَ مَنْ أحْبَبْتهُ مِنْ عِبَادي " {[19534]} .


[19532]:ينظر: القرطبي 20/20.
[19533]:ينظر: الفخر الرازي 19/149.
[19534]:ذكره الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين" (10/44).