تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَرَادَ أَن يَسۡتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ فَأَغۡرَقۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ جَمِيعٗا} (103)

الآية103 : وقوله تعالى : { فأراد } يعني فرعون{ أن يستفزهم من الأرض } قال أهل التأويل : أراد أن يخرجهم ، ويستخفيهم من الأرض أي أرض مصر ، لكنهم قد كانوا أخرجوا طائعين قبل أن يخرجهم من حيث أمر موسى بإخراجهم بقوله : { وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون }( الشعراء : 52 ) فيكون تأويل قوله : فأراد أن يخرجهم من الأرض بالقتل والهلاك في الدنيا .

ألا ترى أنه قال : { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها } ( الأعراف : 137 ) أراد من مشارق الأرض ، وإلا قد كانوا هم قد خرجوا من أرضه على ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فأغرقناه ومن معه جميعا } هو ما قال في آية أخرى { فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا }

الآية ( يونس : 90 ) .