تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا} (87)

الآية 87 : وقوله تعالى : { إلا رحمة من ربك }أي إبقاء النبوة والوحي رحمة من ربك ، وفَضْلُهُ أيضا في إبقاء ، ذلك ( كبير .

والرابع ){[11204]} : أن الحفظ والنسيان ، وإن كانا من العبد ، فلله فيهما صنع ، به يحفظ حين{[11205]} قال : { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك }أخبر أنه لو شاء لذهب بالمحفوظ في القلب ، وينسيه . دل أن له قدرة في فعل العبد .

وفي قوله : { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك } وجه آخر{[11206]} من الحكمة ، وهو أن يعلم المؤمنون أن الفضل كله من الله لئلا يردوا لأنفسهم في ذلك فضلا في ذلك ومعنى ، وإليه يضيفون{[11207]} جميع ما يجري على أيديهم من أفعال الخير والطاعة ، والله أعلم .


[11204]:في الأصل و.م : كبيرا وفيه.
[11205]:في الأصل ز,م : حيث.
[11206]:هو الخامس.
[11207]:من م، في الأصل : يصنعون.