تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا} (102)

الآية102 : وقول تعالى : { قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر } وقوله { علمت } بالنصب والرفع علمت جميعا قد قرئا{[11296]} . وأمكن أن يكون قال في ابتداء الأمر{ قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض } وقال في آية أخرى لما أقامها عليه : { قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر } يبصر{[11297]} بها الحق من الباطل من لم يعاند ، ولم يكابر .

وقوله تعالى : { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا }قال موسى عليه السلام لفرعون { مثبورا } مقابل ما قاله فرعون حين{[11298]} قال : { إني لأظنك يا موسى مسحورا } قال بعضهم : { مثبورا } هالكا ، وقيل : ملعونا ، قال بعضهم : مُبَدَّلاً .

ويحتمل قوله : { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا }أي تدعو على نفسك بالثبور ، وهو الهلاك ، كقوله : { وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقربين دعوا هنالك ثبورا }( الفرقان : 13 )أي هلاكا . والظن يكون في موضع الظن ، ويكون في موضع العلم .


[11296]:انظر معجم القراءات القرآنية ح3/340.
[11297]:أدرج قبلها في الأصل و.م: ما.
[11298]:في الأصل و.م : حيث.