تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا} (104)

الآية 104 : وقوله تعالى : { وقلنا من بعده لبني إسرائيل } أي بعد هلاك فرعون { اسكنوا الأرض } اختلف فيه :

قال بعضهم : قوله { اسكنوا الأرض } أرض مصر التي{[11299]} كان يسكن فرعون ، وهو كقوله : { وأورثكم أرضهم }( الأحزاب : 27 ) .

وقال بعضهم : { اسكنوا الأرض } أرض الشام والأرض المقدسة كقوله : { يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم } ( المائدة : 21 ) .

وقال بعضهم : { اسكنوا الأرض } ليس في أرض دون أرض ، ولكن اسكنوا أي أرض شئتم مشارقها ومغاربها آمنين ، لا خوف عليكم على ما أراد{[11300]} أن يخرجكم من مشارق الأرض ومغاربها ، بالقتل كقوله : { وأورثناها } الآية( الشعراء : 59والدخان : 28 ) وهو قال ابن عباس رضي الله عنه . وعلى{[11301]} هذا قال في قوله تعالى : { فإذا جاء وعد الآخرة } بعث عيسى ابن مرين : { جئنا بكم لفيفا }أي جميعا مجتمعين من مشارق الأرض ومغاربها على ما تفرقوا .

وقال بعضهم : { فإذا جاء وعد الآخرة } يعني حياة عيسى ونزوله من السماء{ جئنا بكم لفيفا } أي جميعا منتزعين{[11302]} من القرى ههنا وههنا ، ولُوُّا جميعا ، وهو مثل الأول .

وأما عامة أهل التأويل فإنهم قالوا : { فإذا جاء وعد الآخرة } يوم القيامة{ جئنا بكم لفيفا } أي جميعا : أنتم وفرعن وجنوده حتى يروا كراماتكم التي أُكْرِمْتُمْ بها ، ويروا هوانَهُم .


[11299]:في الأصل و.م : الذي.
[11300]:في الأصل و م:أرادوا.
[11301]:في من م، في الأصل:وقال. في الأصل و م : انتزاع
[11302]:في الأصل و م : انتزاع