تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةٞ لَّهَا شِرۡبٞ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (155)

[ الآية 155 ] ثم قال صالح : { هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } ذكر أهل التأويل أن الماء منقسم بينهم ؛ كان يوم لهم ويوم للناقة ؛ استدلوا بقوله : { ولكم شرب يوم معلوم } فلما كان يوم لها معلوم [ كان يوم لهم معلوم ]{[14776]} لكن ليس في الآية دلالة أن الأمر ما وصفوا ، ولكن في الآية { أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر } [ القمر : 28 ] وظاهره أن الماء بينهم بالقسمة لا الشرب .

وقوله تعالى : { لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } جائز أن يكون الماء بينهم : بعضه للناقة ، وبعضه لهم . ثم لهم يوم معلوم ، ليس للناقة في ذلك اليوم شيء ، والله أعلم .

وقد ذكرنا أن هذه الأنباء إنما ذكرت في كتبهم حجة لرسول الله ، فلا يزاد على ما ذكر في الكتاب مخافة أن تذهب حجته عليهم ؛ أعني أهل الكتاب لئلا يكذبوا رسول الله في ما يخبر من الأنباء التي في كتبهم .


[14776]:- من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.