تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَلَئِن جِئۡتَهُم بِـَٔايَةٖ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ} (58)

الآية 58 وقوله تعالى : { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } جائز أن يكون ما ذكر من ضرب المثل للكفار خاصة ؛ يقول : قد بينا لهم ما يعظهم ، ويزجرهم عما هم فيه ، ويدعوهم إلى الإيمان والتوحيد ، لكنهم اعتادوا( {[16146]} ) العناد والمكابرة .

وقوله تعالى : { ولئن جئتهم بآية } أي جئتهم بالآية التي سألوك أيضا فلا يصدّقونك ، ولا يقبلون الهدى ويقولون ما ذكر : { ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون } ويشبه أن يكون ما ذكر من ضرب المثل للفريقين جميعا للمؤمن والكافر ويكون التأويل ، والله أعلم ، ولقد ضربنا ، وبينا للناس لأفعالهم وأحوالهم من القبيح والحسن مثلا وشبها ما يعرفون به قبح كل قبيح وحسن كل حسن وما بين لهم الحق من الباطل والعدل من الجور لأن أولئك الكفرة لم يعتبروا ، ولم يتأملوا .

ثم رجع إلى وصف أولئك الكفرة ، فقال : { ولئن جئتهم بآية } أي بزيادة في البيان والوضوح { ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون } والله أعلم .


[16146]:في الأصل وم: اعتقدوا.