الآية 55 وقوله تعالى : { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } يحتمل وجوها :
أحدها : كأنه يقول : اتبعوا ما أمركم ربكم ، وانتهوا عما نهاكم ربكم عنه .
والثاني : اتبعوا ما في القرآن ، وأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، واجتنبوه ، يقول : اعملوا بها ، وبادروا في العمل به { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً } .
والثالث : أن الله عز وجل قد بيّن السبيلين جميعا الخير والشر على الإبلاغ ، فيقول : اتبعوا سبيل الخير منه ، ولا تتّبعوا سبيل الشر . فيكون تأويل هذا كأنه يقول : اتبعوا الحسن منه ، ولا تتّبعوا غيره ونحو ذلك ، وقد ذكرناه في ما تقدم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } كأنه موصول بالأول ؛ يقول : ولا تؤخّروا الإنابة إليه والتوبة فإن العذاب لعله سينزل لكم في وقت لا تشعرون أنتم به ، ولا تقدرون أن ترجعوا إليه ، وتنيبوا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.