تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

الآية 55 وقوله تعالى : { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } يحتمل وجوها :

أحدها : كأنه يقول : اتبعوا ما أمركم ربكم ، وانتهوا عما نهاكم ربكم عنه .

والثاني : اتبعوا ما في القرآن ، وأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، واجتنبوه ، يقول : اعملوا بها ، وبادروا في العمل به { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً } .

والثالث : أن الله عز وجل قد بيّن السبيلين جميعا الخير والشر على الإبلاغ ، فيقول : اتبعوا سبيل الخير منه ، ولا تتّبعوا سبيل الشر . فيكون تأويل هذا كأنه يقول : اتبعوا الحسن منه ، ولا تتّبعوا غيره ونحو ذلك ، وقد ذكرناه في ما تقدم ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } كأنه موصول بالأول ؛ يقول : ولا تؤخّروا الإنابة إليه والتوبة فإن العذاب لعله سينزل لكم في وقت لا تشعرون أنتم به ، ولا تقدرون أن ترجعوا إليه ، وتنيبوا ، والله أعلم .