الآية58 : وقوله تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } قال بعضهم : لا يستوي من عمي عن توحيد الله وشكر نعمه ومن عرف حقه ، وقبل أحسانه ، وقام بشكره .
فإذا عرفتم أنه لا استواء بين هذين عندكم ، فاعرفوا أنه لا يستوي من عَمِي عن وحدانية الله وشكر نعمه ومن{[18333]} أبصر وحدانيته ، وقام بشكره .
وكذرك ما ذكر من قوله : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ } يقول : إذا عرفتم أنه لا يستوي من آمن ، وصدّق آخر ، وأحسن إليه ، ومن كذّبه ، وأساء إليه . فعلى ذلك لا يستوي من آمن بالله وصدّقه ، وقابل إحسانه بالشكر ، ومن كذّبه ، وأساء إليه . فعلى ذلك لا يستوي من آمن بالله وصدّقه ، وقابل إحسانه بالشكر ، ومن كذّبه ، وكفر نِعمه وإحسانه .
وقال بعضهم : أراد بقوله تعالى : { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } حقيقة : أعمى البصر والبصير نفسه ؛ يقول : تعرفون أنه لا يستوي الأعمى أعمى البصر والبصير نفسه في الدنيا . فعلى ذلك لا يستوي من عمي عن دينه ومن{[18334]} أبصر في الآخرة . وقد عرفتم أنهم قد استووا في هذه الدنيا ؛ أعني المُسيء والمُحسِن ، والصالح والمُفسد ، والمطيع والعاصي . وفي الحكمة التفريق بينهما .
دل أن هناك دارا [ أخرى ]{[18335]} يُفرَّق بينهما فيها ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.