تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَكۡثَرَ مِنۡهُمۡ وَأَشَدَّ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (82)

الآية 82 وقوله تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } قذ ذكرنا معناه في غير موضع .

وقوله تعالى : { كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً } أي كانوا أكثر عددا منكم وأشد في القوة والبطش .

وقوله تعالى : { وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ } أي أكثر أعمالا منكم ، ثم كانت عاقبتهم الهلاك والاستئصال .

وقوله تعالى : { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } يقول : لم يغن عنهم كثرة العدد والحشم والأموال ، ولا قوة الأبدان في دفع العذاب عن أنفسهم . فأنتم يا أهل مكة أحق ألا تقدروا على دفع العذاب عن أنفسكم إذا نزل بكم مع ضعفكم وقلة عددكم ، والله أعلم .