الآيات 6 و7 وقوله تعالى : { وكم أرسلنا من نبيٍّ في الأولين } { وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤون } فيه دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصبر بما يعامله قومه حين{[18863]} ذكر له أن ما أرسل من الرسل الذين كانوا قبله عاملهم قومهم من الاستهزاء بهم والأذى لهم مثل معاملة قومك إياك ، فصبروا على ذلك ، فاصبر أنت على أذى قومك إياك وسوء معاملتهم ، والله أعلم .
وفيه أنه يرسل الرسول ، وإن علم منهم أنهم يكذّبونه ، وكذا يُنزل الكتاب ، وإن علم منهم أنهم يردّونه ، ولا يقبلونه ، لأنه ليس يُرسل الرسل ، ولا يُنزل الكتب لمنفعة نفسه ولا لدفع المضرّة عن نفسه ، ولكن إنما يُرسل ، ويُنزل لمنفعتهم ولدفع المضرة عن أنفسهم ، فسواء عليه إن قبلوه ، أو ردّوه ، وليس كملوك الأرض إذا أرسلوا رسولا أو كتابا إلى ما يعلمون أنهم يكذّبون رسُلهم ، ويردّون كتبهم{[18864]} ، يكونون سفهاء لأنهم إنما يُرسِلون لحاجة أنفسهم ولدفع المضرة . فحين{[18865]} لم يحصل غرضهم ، بل لحقهم{[18866]} بذلك ضرر وزيادة ضد له واستخفاف لم يكن ذلك حكمة ، بل كان{[18867]} سفَها .
فأما الله عز وجل إذا لم يرسل ، ويُنزل لجرّ النفع ودفع الضرر ، بل لإلزام الحجّة وإزالة العُذر ونحو ذلك ، [ فذلك حكمة أيضا ]{[18868]} ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.