الآية 8 وقوله تعالى : { فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين } فيه تحذير أولئك الكفرة أن يُنزل بهم بتكذيبهم الرسول وسوء معاملتهم إياه كما أنزل{[18869]} بأولئك المتقدّمين بتكذيب الرسل وسوء معاملتهم إياه ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { فأهلكنا أشد منهم بطشا } يحتمل وجهين :
أحدهما : أي أهلكنا من كان أشد قوة وبطشا من هؤلاء ، ثم لم يتهيأ لهم الامتناع [ مع شدة ]{[18870]} قوتهم وبطشهم عما نزل بهم من العذاب . فعلى ذلك لو نزل بهؤلاء لم يتهيأ لهم الامتناع مع ضعفهم .
والثاني أن يكون قوله : { أشد منهم بطشا } وصف ذلك العذاب الذي نزل بهم أي ذلك العذاب { أشد منهم بطشا } وهو كقوله : { إن عذابي لشديد } [ إبراهيم : 7 ] والله أعلم .
وقوله تعالى : { ومضى مثل الأولين } هذا يُخرّج على وجهين :
أحدهما : { ومضى مثل الأولين } أي صار عذاب الأولين عبرة وعظة ومثلا للمتأخّرين كقوله : { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين } [ البقرة : 66 ] .
والثاني : { ومضى مثل الأولين } أي مضى عذاب الأولين ، وهو عذاب الاستئصال ، فلا يعذّب هذه الأمة بمثل عذابهم لفضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وبركته ورحمته ، وهو لما قال الله عز وجل : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] بفضله ورحمته أبقى هذه الأمة إلى يوم القيامة والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.