تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (6)

الآية 6 وقوله تعالى : { رحمة من ربك } يحتمل قوله : { رحمة } أي ما أنزل من الكتاب هو رحمة من ربك ، ويحتمل ، ليلة القدر ، أي جعلها رحمة منه ، ويحتمل ما ذكر من أمر حكيم ، هو رحمة منه ، ويحتمل أي الرسول المبعوث إليهم رحمة منه لهم ، وهو كقوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ الأنبياء : 107 ] .

وقوله تعالى : { إنه هو السميع العليم } بأقوالهم التي أسرّوها { العليم } بأفعالهم وأعمالهم التي أخْفَوها ، وأضمروها . ويحتمل { السميع } المجيب لمن دعا { العليم } بما يرجع إلى مصالحهم في دينهم ودنياهم .