الآية 36 وقوله تعالى : { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } هذا منهم احتجاج عليه ؛ يقولون : لو كنت صادقا فيما تقول : إنه بعث وإحياء ، فأخّر من ذُكر ، وأرِ آيات بهم .
لكن هذا احتجاج باطل لأن الآيات والحجج ليست تنزل ، وتأتي على [ ما ]{[19122]} تشتهي أنفس أولئك ، ولكن تنزل على [ ما ]{[19123]} توجبه الحكمة وعلى ما فيه الحجة لا على ما يريد المقام عليهم الحجة كما في الشاهد أنّ الواجب على المُدّعي إقامة ما هو حجة في ذاتها لا إقامة ما يريد{[19124]} من المُدّعى عليه .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أتاهم من البيان والحجة ما يوجب البعث والإحياء بعد الموت ، لو تأمّلوا ، ولم يكابروا عقولهم . ويكول سؤالهم منه آية أخرى مردودا{[19125]} عليهم ، والله أعلم .
وبعد فإن الله تعالى عز وجل قد وعد البقاء لهذه الأمة إلى يوم القيامة ، ولو أعطاهم ما سألوا من الآيات ، ثم أنكروها ، أُهلكوا ، واستُؤصِلوا ، إذ من سنّته أن كل آية ، أتت ، ونزلت ، على إثر سؤال كان منهم ، ثم أنكروا ، كان في ذلك هلاك وعذاب . لذلك لم يُعطهم ما سألوا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.