الآية 15 وقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } كأن هذا ذكر مقابل ما تقدم من قول المنافقين حين{[19698]} قال : { قالت الأعراب آمنا } فقال له{[19699]} { قل لم تؤمنوا } أنتم { إنما المؤمنون } هؤلاء . ثم نعتهم ، فقال : { الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } . أخبر أن هؤلاء هم الصادقون في إيمانهم ، وأنتم يا أهل النفاق بما{[19700]} أضمرتم الخلاف له ، ولم تجاهدوا معه ، فلستم بصادقين في إيمانكم . فجعل الجهاد دليل ظهور الصدق في الإيمان لأنه من شرائط الإيمان الذي لا يجوز الإيمان دونه{[19701]} .
ويحتمل { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } أي صدّقوا الله ورسوله سرا وعلانية على الحقيقة ، لا الذين أظهروا [ الإيمان ]{[19702]} ولم تكن قلوبهم مصدِّقة لذلك كالمنافقين .
ألا ترى أنه قال : { ثم لم يرتابوا وجاهدوا } أي لم يشكّوا في حادث الوقت ، بل جاهدوا { بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله } إظهارا لتحقيق الإيمان وصدقه ، وليسوا كالمنافقين الذين ارتابوا ، وشكّوا في إيمانهم ، وتخلّفوا عن الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.