تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (5)

الآية 5 وقوله تعالى : { أكثرهم لا يعقلون } { ولو أنهم صبروا حتى تخرُج إليهم لكان خيرا لهم } لأن ذلك أعظم لقدره وأجلّ لمنزلته وأعرف لحقّه وأحفظ لحُرمته .

ثم قوله : { أكثرهم لا يعقلون } يحتمل وجوها :

[ أحدها ]{[19642]} : أكثرهم لا يعقلون قدره ومنزلته ، وإن كان قليل منهم يعرفون ذلك ، وهم المؤمنون .

والثاني : أكثرهم لا ينتفعون بما يعقلون .

والثالث : أكثرهم لا يعقلون أنه رسوله ، وهم الأتباع والسّفلة /522-أن الكفرة ، وإنما يعرف القليل منهم ، وهم الرّؤساء المعاندون .

وفي هذه الآية ، وفي قوله تعالى : { أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } دلالة على أن قد يلحق المرء حكم الكفر ، ويحبط العمل إذا خرج مخرج الاستخفاف ، وإن لم يُعلم به ، ولم يُقصد ، والله أعلم .


[19642]:ساقطة من الأصل وم.