الآية 131 وقوله تعالى : { فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه } أي الخصب والسعة [ وقوله تعالى ]{[8845]} : { لنا هذه } أي هذا ما كنا نعرفه أبدا ، وما جرينا على اعتياده . أو أن يقولوا : { لنا هذه } بفرعون وبعبادتنا له .
[ وقوله تعالى ]{[8846]} : { وإن تصبهم سيئة } قيل : الضيق والقحط { يطّيّروا بموسى } ويقولوا{[8847]} : بشؤمه . وهذا كما قال العرب لمحمد { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } [ النساء : 78 ] كانوا يضيفون ما يصيبهم من الحسنة إلى الله ؛ لأنهم كانوا يقرّون بالله ، والقبط لا يقولون ذلك ، بل يقولون للناس من فرعون ، أو على الاعتياد ، فقال { قل كل من عند الله } [ النساء : 78 ] .
فعلى ذلك قال ههنا { ألا إنما طائرهم عند الله } ثم يحتمل هذا وجوها : قيل : جزاء تطيّرهم عند الله في الآخرة ؛ وقيل : طائرهم وشؤمهم الذي كانوا تطيّروا بموسى كان بتكذيبهم موسى ، أضاف ذلك إلى ما عنده من الآيات ؛ لأنهم بنزول تلك الآيات تجدّد تطيّرهم وتشاؤمهم .
وقال بعضهم : قوله تعالى : { إنما طائرهم عند الله } فكذلك قال في قوله تعالى : { ألزمناه طائره } [ الإسراء : 13 ] وهو كما ذكرنا : { فزادتهم رجسا إلى رجسهم } [ التوبة : 125 ] لما كذّبوا تلك الآيات زاد ما نزّل من الآيات من بعد رجسا إلى رجسهم . فعلى ذلك شؤمهم وطائرهم الذي كان{[8848]} بتكذيبهم موسى .
وقوله تعالى : { يطّيّروا } من الطّيرة ، وهو من التشاؤم ، تشاءمت بفلان ؛ أي قلت : هو غير مبارك{[8849]} وتطّيّرت بفلان أيضا . مثله يقال{[8850]} : تبرّكت به إذا قلت : هو مبارك . ويقال : تطّيّرت ، واطّيرت منه وبه .
[ وقوله تعالى ]{[8851]} : { ألا إنما طائرهم } أي شؤمهم ذاك الذي يخافون منه ؛ هو من عند { الله ولكن أكثرهم لا يعلمون } بأنه من عند الله ، كان بتكذيبهم موسى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.