تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (28)

الآية 28 : وقوله تعالى : { وأسقيناكم ماء فراتا } [ { ويل يومئذ للمكذبين } ]{[22952]} ولولا إنزاله عليكم لم تكونوا تصلون إليه بقواكم وحيلكم .

ثم أنزله من السماء إلى الأرض ، ولم يخرجه{[22953]} من حدّ العذوبة ، ولا حلّ به التغيير بممارسته الأرض [ واختلاطه بها ]{[22954]} . وهذا منصرف إلى الشراب . ثم لغير العذب من المنافع ما للعذب[ لا إلى ]{[22955]} الشراب خاصة .

وقوله تعالى : { ألم نهلك الأولين }{[22956]} [ الآية : 16 ] وهم قوم نوح وقوم عاد وثمود{ ثم نتبعهم الآخرين }[ الآية : 17 ] قوم فرعون وقوم لوط وغيرهم{ كذلك نفعل بالمجرمين } { ويل يومئذ للمكذبين } [ الآيتان : 18و19 ] قيل : مجرمو{[22957]} هذه الأمة . ثم اختلف في وقت فعله :

فمنهم من يقول : إن هذا الإهلاك في الآخرة لقوله عز وجل : { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ }[ القمر : 46 ] . ومنهم من ذكر أنه[ ما ]{[22958]} فعل بهم يوم بدر ، ومنهم من ذكر أن فعله بمجرمي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نصرت بالرعب مسيرة شهرين ) ( الطبراني في الكبير : 11056 ) ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى تركوا الأسباب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه للمحاربة مع كثرة شوكتهم وقلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فهذا فعله بالمجرمين ، وفي إلقاء الرعب ألطف آيات رسالته وأبين حجة عليها ، إذ كان فيه ما بين لهم أن الذي أقعدهم عن القتال ، وقذف في قلوبهم الرعب ، أمر سماوي ، لا غير ، والله أعلم .


[22952]:ساقطة من الأصل و م.
[22953]:في الأصل و م: يخرج.
[22954]:في الأصل و م: واختلطت به.
[22955]:في الأصل و م: إلا.
[22956]:انظر إلى ما ذكر في مطلع تأويل الآية 20.
[22957]:في الأصل و م: مجرمي.
[22958]:ساقطة من الأصل و م.