النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

قوله تعالى : { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ } قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وقرأ الباقون { حَاذِرُونَ } وفيه أربعة أوجه :

أحدها : أنهما لغتان ومعناهما واحد ، حكاه ابن شجرة وقاله أبو عبيدة واسْتَشْهَد بقول الشاعر :

وكنت عليه أحذر الموت وحده *** فلم يبق لي شيء عليه أحاذره .

الثاني : أن الحذر المطبوع على الحذر ، والحاذر الفاعل الحذر ، حكاه ابن عيسى .

الثالث : أن الحذر الخائف والحاذر المستعد .

الرابع : أن الحذر المتيقظ . والحاذر آخذ السلاح لأن السلاح يسمى حذراً قاله الله تعالى :

{ وَخُذُوا حِذْرَكُم }

[ النساء : 102 ] أي سلاحكم . وقرأ ابن عامر { حَادِرُونَ } بدال غير معجمة وفي تأويله وجهان :

أحدهما : أقوياء من قولهم جمل حادر إذا كان غليظاً .

الثاني : مسرعون .