النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ} (33)

قوله تعالى : { قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ } أي أهل عدد وعدة .

{ وَأُوْلُوا بَأسٍ شَدِيدٍ } أي شجاعة وآلة ، وفي هذا القول منهم وجهان :

أحدهما : تفويض الأمر إلى رأيها لأنها المدبرة لهم .

الثاني : أنهم أجابوها تبادرين إلى قتاله ، قاله ابن زيد .

قال مجاهد : كان تحت يدي ملكة سبإ اثنا عشر ألف قيل تحت كل قيل مائة ألف مقاتل وهذا بعيد .

{ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ } الآية . عرضوا عليها الحرب وردوا إليها الأمر . قال الحسن : ولّوا أمرهم علجة{[2112]} يضطرب ثدياها . حدث أبو بكرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ{[2113]} " .


[2112]:مذكرها علج وهو الواحد من الكفار.
[2113]:رواه البخاري في المغازي وفي الفتن، والنسائي في القضاء، وأحمد 5/ 43.