اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ} (33)

«قَالُوا » مجيبين لها ، { نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ } في القتال ، { وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ } ، في الحرب ، قال مقاتل : أرادوا بالقوة كثرة العدد ، وأرادوا بالبأس الشديد : الشجاعة{[38915]} ، والبأس : النجدة والبلاء في الحرب ، وهذا تعريض منهم بالقتال إن أمرتهم بذلك{[38916]} ، ثم قالوا : «وَالأَمْرُ إِلَيْكِ » أيتها الملكة في القتال وتركه .

قوله : «ماَذَا تَأْمُرِينَ » ماذا هو المفعول الثاني ل «تأمرين » ، والأول محذوف تقديره : «تأمريننا » ، والاستفهام معلق للنظر{[38917]} ، ولا يخفى حكمه مما تقدم قبله ، والمعنى : فانظري في الرأي ماذا تأمرين تجدينا لأمرك طائعين . قالت - مجيبة لهم - عن التعريض بالقتال - :


[38915]:انظر البغوي 6/277.
[38916]:المرجع السابق.
[38917]:انظر البحر المحيط 7/73. وفيه: (فهي في موضع مفعول لـ "انظري" بعد إسقاط الحرف من اسم الاستفهام).