إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ} (33)

{ قَالُواْ } استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالٍ نشأَ من حكايةِ قولِها كأنَّه قيل : فمَاذا قالُوا في جوابِها فقيلَ قالُوا { نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ } في الأجسادِ والآلاتِ والعُددِ { وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ } أي نجدةٍ وشجاعةٍ مفرطةٍ وبلاءٍ في الحربِ { والأمر إِلَيْكِ } أي هو موكولٌ إليكِ { فانظري مَاذَا تَأْمُرِينَ } ونحنُ مطيعونَ لكِ فمُرينا بأمرِك نمتثلْ به ونتبعْ رأيكِ أو أرادوا نحنُ من أبناءِ الحربِ لا من أبناءِ الرأي والمشورةِ وإليكِ الرَّأي والتَّدبيرِ فانظرِي ماذا ترينَ نكنْ في الخدمةِ فلَّما أحسَّتْ منهم الميلَ إلى الحرابِ والعدولَ عن سَنَنِ الصَّوابِ شرعتْ في تزييف مقالتِهم المبنيةِ على الغفلةِ عن شأنِ سليمانَ عليه السَّلامُ .