النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱذۡهَب بِّكِتَٰبِي هَٰذَا فَأَلۡقِهۡ إِلَيۡهِمۡ ثُمَّ تَوَلَّ عَنۡهُمۡ فَٱنظُرۡ مَاذَا يَرۡجِعُونَ} (28)

{ اذْهَبِ بِّكِتَابِي هَذَا فألقه إِلَيهِمْ } قال مجاهد أخذ الهدهد الكتاب بمنقاره فأتى بهوها فجعل يدور فيه فقالت ما رأيت خيراً منذ رأيت هذا الطير في بهوي فألقى الكتاب إليها .

قال قتادة : فألقاه على صدرها وهي نائمة ، قال يزيد بن رومان : كانت في ملك من مضى من أهلها وقد سيست وساست حتى أحكمها ذلك .

{ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ } قال ابن عباس كن قريباً منهم .

{ فانظر ماذا يرجعون } فيه تقديم وتأخير تقديره فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم حكاه ابن عيسى وقاله الفراء .

قوله { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم } وفي صفتها الكتاب أنه كريم أربعة أوجه :

أحدها : لأنه مختوم ، قاله السدي .

الثاني : لحسن ما فيه ، قاله قتادة .

الثالث : لكرم صاحبه وأنه كان ملكا ، حكاه ابن بحر .

الرابع : لتسخير الهدهد به يحمله .

ويحتمل خامسا : لإلقائه عليها عاليا من نحو السماء .