النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ} (28)

{ قال أَوْسَطُهم } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعني أعدلهم ، قاله ابن عباس .

الثاني : خيرهم ، قاله قتادة .

الثالث : أعقلهم ، قاله ابن بحر .

{ أَلَمْ أقُل لكم لولا تُسَبَّحونَ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : لولا تستثنون عند قولهم " ليصرمنها مصبحين " ، قاله ابن جريج .

الثاني : أن التسبيح هو الاستثناء ، لأن المراد بالاستثناء ذكر اللَّه ، وهو موجود في التسبيح .

الثالث : أن تذكروا نعمة اللَّه عليكم فتؤدوا حقه من أموالكم{[3056]} .


[3056]:ثم تذكر الآيات الكريمة أنهم نفذوا ما قاله أوسطهم فتابوا إلى الله واستغفروه وسألوه إن يعوضوهم خيرا من جنتهم تلك، وحكى القشيري أنهم تابوا وأخصلوا. ويقول المفسرون إن الله قبل توبتهم وأبدلهم جنة خيرا من جنتهم والله أعلم بما كان بعد توبتهم لأن الآيات لا تذكر ذلك.