فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ} (28)

{ قال أوسطهم } أي أمثلهم وأعقلهم وخيرهم رأيا وعقلا ونفسا ، وقال ابن عباس : أعدلهم وقيل أفضلهم فأنكر عليهم بقوله { ألم أقل لكم } إن ما فعلتموه لا ينبغي وإن الله لبالمرصاد لمن حاد وغير ما في نفسه .

{ لولا تسبحون } أي هلا تستثنون ، وسمى الاستثناء تسبيحا لأنه تعظيم لله وإقرار به ، وهذا يدل على أن أوسطهم كان أمرهم بالاستثناء فلم يطيعوه ، وقال مجاهد وأبو صالح وغيرهما : كان استثناؤهم تسبيحا ، قال النحاس : أصل التسبيح التنزيه لله عز وجل فجعل التسبيح في موضع إن الله لأنه ينزه عن أن يجري في ملكه ما لا يريده ، وقيل المعنى هلا تستغفرون الله من فعلكم وتتوبون إليه من هذه النية التي عزمتم عليها ، وكان أوسطهم قد قال لهم ذلك . وقيل المعنى هلا تتركون شيئا للمساكين من ثمر جنتكم والأول أولى .