النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِيمِ} (20)

{ فأصبحت كالصَريم } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : كالرماد الأسود ، قاله ابن عباس .

الثاني : كالليل المظلم ، قاله الفراء ، قال الشاعر :

تطاولَ ليلُكَ الجَوْنُ البهيمُ *** فما ينجاب عن صبحٍ ، صَريمُ{[3054]}

الثالث : كالمصروم الذي لم يبق فيه ثمر .

روى أسباط عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إياكم والمعاصي ، إن العبد ليذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيىء له " ، ثم تلا : { فطاف عليها طائف من ربك . . . } الآيتين قد حرموا خير جنتهم بذنبهم .


[3054]:ورد هذا البيت في اللسان -صرم- بلفظ ليل بدلا من صبح. ورواية المؤلف أصح لأن الليل لا ينجاب عن ليل وإنما ينجاب عن صبح. وكلمة صريم رفعت على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الليل صريم.