النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓـَٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ} (27)

{ فلما رأَوْه زُلْفَةً{[3035]} سِيئَتْ وُجوهُ الذين كَفروا } فيه وجهان :

أحدهما : ظهرت المساءة على وجوههم كراهة لما شاهدوا ، وهو معنى قول مقاتل .

الثاني : ظهر السوء في وجوههم ليدل على كفرهم ، كقوله تعالى : { يوم تبيضُّ وجوه وتسْوَدُّ وجوه{[3036]} }[ آل عمران :106 ] .

{ وقيل هذا الذي كُنْتُمْ به تَدَّعُونَ } وهذا قول خزنة جهنم لهم ، وفي قوله : { كنتم به تدّعون } أربعة أوجه :

أحدها : تمترون فيه وتختلفون ، قاله مقاتل .

الثاني : تشكّون في الدنيا وتزعمون أنه لا يكون ، قاله الكلبي .

الثالث : تستعجلون في العذاب ، قاله زيد بن أسلم .

الرابع : أنه دعاؤهم بذلك على أنفسهم{[3037]} ، وهو افتعال من الدعاء ، قاله ابن قتيبة .


[3035]:زلفة: مصدر معنى مزدلفا، أي قريبا، وهذا قول مجاهد. وقال الحسن عيانا. وأكثر المفسرين على أن المعنى: فلما رأوه يعني عذاب الآخرة. وقال ابن عباس: لما رأوا عملهم السيئ قريبا.
[3036]:آية 106 آل عمران.
[3037]:قال قتادة: هو قولهم "ربنا عجل لنا قطنا".