النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِيمٍ} (27)

{ ومِزاجُهُ مِن تَسْنيمٍ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها أن التسنيم الماء ، قاله الضحاك .

الثاني : أنها عين في الجنة ، فيشربها المقربون صرفاً ، وتمزج لأصحاب اليمين ، قاله ابن مسعود .

وقال حذيفة بن اليمان : تسنيم عين في عدْن ، وعدْن دار الرحمن وأهل عدْن جيرانه .

الثالث : أنها خفايا أخفاها الله لأهل الجنة ، ليس لها شبه في الدنيا ولا يعرف مثلها{[3226]} .

وأصل التسنيم في اللغة أنها عين ماء تجري من علو إلى سفل ، ومنه سنام البعير لعلوه من بدنه ، وكذلك تسنيم القبور .

ويحتمل تأويلاً رابعاً : أن يكون المراد به لذة شربها في الآخرة أكثر من لذته في الدنيا ، لأن مزاج الخمر يلذ طعمها ، فصار مزاجها في الآخرة بفضل لذة مزاجها من تسنيم لعلو الآخرة على الدنيا .


[3226]:هذا القول بعيد، لأن القرآن لم يخاطب العرب إلا بما يفهمون، ولا بد أن كلمة تسنيم كانت معروفة للعرب عند التنزيل.